في عام 2020 قدرت عدد الإصابات بسرطان عنق الرحم بأكثر من 600,000 حالة توفيت منهم تقريبًا 342,000 سيدة، أي أكثر من نصف عدد الحالات، مما يعني أن سرطان عنق الرحم من الآفات الشائعة مرتفعة الخطورة.
يُصنف سرطان عنق الرحم بأنه النوع الرابع من أنواع السرطانات الأكثر شيوعًا لدى النساء، والسيدات في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل يكن أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطانات.
لكن ما هو سرطان عنق الرحم؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟ وهل فعلًا يوجد تطعيم يمنع الإصابة به؟
تابعي هذا المقال لتعرفي إجابة هذه الأسئلة وغيرها من المعلومات المهمة لصحتك.
ما هو سرطان عنق الرحم؟
سرطان عنق الرحم هو نوع من السرطان يحدث في خلايا الجزء السفلي من الرحم الذي يتصل بالمهبل عندما تنمو خلايا غير الطبيعية في بطانة عنق الرحم بطريقة غير منضبطة تشكل في النهاية ورمًا.
تنمو الخلايا السرطانية تدريجياً في الأنسجة المحيطة بعنق الرحم وقد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم إذا لم يُكتشف المرض مبكرًا.
يتسبب سلالات مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في معظم حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهذا الفيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
تسوق الأن منتجات يشفى
ما أسباب سرطان عنق الرحم؟
يحدث السرطان في العموم نتيجة الانقسام غير المنضبط ونمو الخلايا غير الطبيعية التي كان من المفترض أن تموت ولكنها بقيت واستمرت في الانقسام؛ فيؤدي ذلك إلى تراكم مفرط للخلايا غير الطبيعية، مما يشكل في النهاية كتلة أو ورم سرطاني.
توجد عدة أسباب وعوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
- الاستخدام طويل الأمد لحبوب منع الحمل.
- الإصابة بالأمراض المختلفة المنقولة جنسيًا.
- تعدد العلاقات الجنسية سواء أنتِ أو شريكك.
- ممارسة العلاقة الجنسية في سن مبكر قبل سن 16 عام.
- ضعف الجهاز المناعي خصوصًا عند الإصابة بمرض الإيدز (HIV).
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيء إذ يزداد خطر الإصابة في الدول النامية.
الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري وعلاقته بسرطان عنق الرحم
تحدث معظم سرطانات عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري، وهو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
يمكن أن يصاب معظم الناس بفيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة ما من حياتهم ولن يدركوا ذلك لأن أجسادهم تقاوم العدوى، لكن إذا لم يقاوم جسمك هذه العدوى قد يتسبب ذلك في تغير خلايا عنق الرحم إلى خلايا سرطانية.
يوجد أكثر من 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري وقد ثبت أن قرابة اثني عشر منها تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
تعرفي على أهم فيتامينات تدعم صحة المرأة بعد سن الأربعين.
ما أعراض سرطان عنق الرحم؟
عادة لا تظهر أعراض عند بداية الإصابة بسرطان عنق الرحم، ويصعب اكتشاف الإصابة إلا بعد عدة سنوات، لكن يوجد عندد من الأعراض يمكن أن تكون دليل على وجود مشكلة ما تطلب الفحص.
يمكن أن تشمل أعراض سرطان عنق الرحم المبكرة ما يلي:
- إفرازات مهبلية مائية أو دموية قد تكون ثقلية وذات رائحة كريهة.
- آلام في فترات الحيض، وتكون مدة الحيض أطول من المعتاد.
- نزيف مهبلي بين الدورة الشهرية أو بعد انقطاع الطمث.
- ألم أثناء العلاقة الجنسية ونزيف مهبلي بعد الجماع.
- الشعور بألم في منطقة الحوض وفي المهبل.
إذا انتشر السرطان إلى الأنسجة أو الأعضاء القريبة، فقد تشمل الأعراض:
- إسهال والشعور بألم من المستقيم عند التغوط، ويمكن أن يحدث نزيف.
- صعوبة التبول والشعور بألم وأحيانًا نزول الدم في البول.
- آلام الظهر المملة أو التورم في ساقيك.
- التعب العام وفقدان الوزن والشهية.
- ألم شديد في الحوض أو البطن.
إذا شعرتي بأيٍ من هذه الأعراض أو كنتِ تعانين من نزيف غير طبيعي أو إفرازات مهبلية أو أي أعراض أخرى غير مبررة، يجب أن تخضعي لفحص كامل لأمراض النساء يتضمن اختبار عنق الرحم.
كيف تبدو آلام سرطان عنق الرحم؟
قد لا تشعرين بأي آلام في المراحل الأولى من المرض، لكن مع تطور السرطان وانتشاره إلى الأنسجة والأعضاء القريبة، قد تعانين من ألم في الحوض أو تعاني من مشاكل في التبول لدرجة أن المحيطين بك قد يشعرون بمدى آلامك.
إليك أفضل مسكنات الألم وأكثرها أمانًا خلال الحمل.
هل سرطان عنق الرحم سريع الانتشار؟
يتطور سرطان عنق الرحم ببطء وعلى مدى سنوات عديدة وقبل أن تتحول الخلايا الطبيعية في عنق الرحم إلى خلايا سرطانية تمر بالكثير من التغييرات.
تبدأ الخلايا الطبيعية في عنق الرحم في الظهور بشكل غير منتظم أو غير طبيعي، وقد تختفي هذه الخلايا غير الطبيعية أو تبقى كما هي أو تتحول إلى خلايا سرطانية.
مع تطور السرطان ينتشر إلى الأنسجة والأعضاء القريبة من الرحم وعندها يمكن أن تزداد الأعراض والآلام.
كيف يمكن تشخيص سرطان عنق الرحم؟
الفحوصات النسائية الدورية المنتظمة يمكن أن تساعد بشدة في اكتشاف سرطان عنق الرحم في البداية ومن ثم البدء في العلاج مبكرًا.
يمكن تشخيص هذا النوع من السرطان من خلال التالي:
- فحص للرحم والمهبل بالمنظار.
- أخذ عينة من أنسجة عنق الرحم للكشف عن أي تغيير في الخلايا.
- اختبار الحمض النووي لخلايا العينة للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري.
إذا شُخصتِ بالفعل بالإصابة بسرطان عنق الرحم سيحتاج الطبيب إلى تحديد مرحلة المرض من خلال الإجراءات التالية:
- الفحص بالمنظار للرحم والأماكن الأخرى مثل المثانة والمستقيم.
- الفحوصات التصويرية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي.
في العموم يطلب الطبيب اختبارات مختلفة للتأكد من مدى شدة وتأثير المرض عليكِ بشكل عام مثل:
- اختبارات الدم والبول.
- اختبارات وظائف الكبد والكلى.
- صور بالأشعة السينية لتجويف البطن والمثانة والأمعاء.
إليك عدة طرق لزيادة الخصوبة للنساء وتحقيق حلم الأمومة.
هل أخذ مسحة عنق الرحم مؤلمة؟
توجد أكثر من طريقة لأخذ مسحة من عنق الرحم ومعظمها لا تكون مؤلمة، لكنك قد تشعرين ببعض الانزعاج وعدم الارتياح أو التشنج بعدها، وسرعان ما يذهب هذا الشعور.
نصائح ينبغي اتباعها قبل أخذ مسحة من عنق الرحم
- تجنبي استخدام أي أدوية أو كريمات مهبلية أو عمل دش مهبلي قبل المسحة.
- حددي موعد أخذ المسحة مع طبيبك بحيث لا يكون في وقت الدورة الشهرية.
- تجنبي الجماع أو ممارسة العلاقة الجنسية قبل الخضوع للمسحة بيومين.
ما المدة التي تظهر فيها نتيجة مسحة عنق الرحم؟
تظهر نتيجة مسحة عنق الرحم بعد 4-6 أسابيع، وتختلف المدية بحسب المعمل، ويمكن أن يطلب منك الطبيب إعادة الاختبار في وقت لاحق أو عمل اختبارات أخرى.
هل يمكن الشفاء من سرطان عنق الرحم؟
اكتشاف سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة يساعد بشدة في الشفاء منه، خصوصًا أن السرطان يظل داخل عنق الرحم فقط ولم ينتشر إلى المناطق المجاورة ومن ثم يمكن السيطرة عليه.
لكن كلما انتشرت الخلايا السرطانية إلى مناطق أكثر ينخفض معدل الشفاء منه مع الأسف، لكن مازالت هناك احتمالية كبيرة للعلاج والشفاء منه.
كم سنة تعيش مريضة سرطان عنق الرحم؟
تزيد معدلات الشفاء والبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بنسبة 90% في السيدات اللواتي شُخصن بسرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة، وتقل هذه النسبة لتصل إلى 58% إذا انتشر السرطان إلى أنسجة وأعضاء أخرى.
تعرفي على أفضل أدوية لتحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.
كيف يمكن علاج سرطان عنق الرحم؟
يعتمد اتخاذ طبيبك القرار بشأن نوع العلاج الذي ستخضعين له على عدة عوامل، مثل مرحلة السرطان، وكذلك العمر والحالة الصحية العامة.
تشمل علاجات سرطان عنق الرحم ما يلي:
- الجراحة.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج المناعي.
- العلاج الموجه للخلايا.
العلاج بالجراحة
تُستخدم أنواع مختلفة من الجراحة لعلاج سرطان عنق الرحم، وتشمل بعض أنواع الجراحة الأكثر شيوعًا لسرطان عنق الرحم ما يلي:
- الجراحة بالتبريد: هذه الجراحة تعتمد على الخلايا السرطانية.
- جراحة الليزر: استخدام شعاع الليزر لحرق الخلايا السرطانية.
- الخزعة المخروطية: إزالة قطعة من الأنسجة المخروطية من عنق الرحم.
- استئصال عنق الرحم والجزء العلوي من المهبل بدون استئصال الرحم نفسه.
- استئصال الرحم البسيط: تتضمن هذه الجراحة إزالة الرحم فقط بدون أي أنسجة مجاورة له.
- استئصال الرحم الجذري وبعض الأنسجة المحيطة به مع تشريح العقدة الليمفاوية في الحوض.
- استئصال الرحم الجذري مع المثانة والمهبل والمستقيم وجزء من القولون، اعتمادًا على مكان الانتشار.
الجراحة هي الطريقة الشائعة لمنع انتشار السرطان من البدائية، وتعد هي من خيارات العلاج المبكرة للمرض، لكن قد تخضع المريضة إلى العلاج الإشعاعي بعد الجراحة إذا اعتقد الطبيب وجود خلايا سرطانية متبقية لمنع تكرر وانتشار الإصابة مرة أخرى.
عندما يصل السرطان إلى مراحل متقدمة لا تكون الجراحة خيارًا مثالياً للعلاج.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي حزم الطاقة لقتل الخلايا السرطانية في عنق الرحم، ويتضمن استخدام حزم الأشعة السينية عالية الطاقة.
قد يتسبب العلج الإشعاعي في الآثار الجانبية التالية، والتي قد لا يظهر بعضها إلا بعد انتهاء العلاج:
- الغثيان.
- الإسهال.
- تهيج المثانة.
- تضييق المهبل.
- اضطراب المعدة.
- انقطاع الدورة الشهرية.
العلاج الكيميائي
يستخدم الأطباء العلاج الكيميائي لاستهداف الخلايا السرطانية التي لا تستطيع الجراحة إزالتها أو لم تزيلها، أو للعلاج في المراحل المتقدمة من السرطان
يمكن أن تختلف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، وتعتمد على الدواء المحدد، وقد تشمل ما يلي:
- الغثيان.
- الإسهال.
- تساقط الشعر.
- الإرهاق والتعب.
- انقطاع الطمث المبكر.
- العقم في بعض الحالات.
إليكِ أهم فيتامينات لدعم صحة الشعر وعلاج جميع مشاكله.
العلاج المناعي
يستخدم العلاج المناعي الدواء لتحفيز جهاز المناعة لديك للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها.
يمكن للخلايا السرطانية تجنب التعرض للهجوم من قبل جهازك المناعي عن طريق إرسال إشارة، وهنا يستهدف العلاج المناعي هذه الإشارات حتى لا تتمكن الخلايا السرطانية من خداع جسمك.
العلاج الموجه للخلايا
العلاج الدوائي المستهدف للخلايا السرطانية يدمرها دون الإضرار بالخلايا السليمة.
يعمل هذا العلاج من خلال استهداف البروتينات التي تتحكم في كيفية نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.
قد يحتاج بعض الأشخاص إلى مزيج من العلاجات، لذا قد يستخدم طبيبك العلاج الإشعاعي أو الكيميائي لعلاج السرطان بعد إجراء الجراحة وأحيانًا قبلها، ويمكن الاستمرار في العلاج لفترة بعدها للتأكد من أن الخلايا السرطانية تدمرت كلها ولا توجد احتمالية للانشار مرة اخرى.
كيفية الوقاية من سرطان عنق الرحم
يمكن أن يساعد عدد من التدابير في تقليل فرص الإصابة بسرطان عنق الرحم، ومنها ما يلي:
- تلقي لقاح الورم الحليمي البشري.
- الامتناع عن التدخين واتباع نمط حياة صحي.
- الخضوع للفحوصات النسائية بصورة دورية.
- الجنس الآمن والحماية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
- تأخير ممارسة الجنس لأول مرة حتى الوصول إلى سن الرشد.
هل يقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بفاعلية من الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
الصلة بين تطور سرطان عنق الرحم وبعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري واضحة جدًا، وإذا التزمت كل أنثى ببرامج التطعيم الحالية ضد فيروس الورم الحليمي البشري، فيمكنها تقليل فرصة الإصابة بالسرطان.
توصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 و 14 عامًا قبل أن تبدأ معظمهن في ممارسة الجنس؛ إذ يساعد اللقاح في الوقاية بصورة أكبر هكذا.
لا يغني التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري محل فحص سرطان عنق الرحم بصورة دورية.
هل ينتقل مرض سرطان عنق الرحم للزوج؟
سرطان عنق الرحم ليس مرضًا معديًا، ولا يمكن للمرأة أن تنقله إلى الرجل أو أي شخص آخر.
مع ذلك، يرتبط سرطان عنق الرحم بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهذا الفيروس يمكن أن ينتقل بالاتصال الجنسي.
0 Comments