يمكن أن تختلف الادعاءات حول العادة السرية على نطاق واسع بناءً على وجهات النظر الثقافية والاجتماعية والشخصية، وقد يعتقد بعض الناس أن الاستمناء يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل العمى والجنون وحتى الصلع، لكن هل هذه الاعتقادات صحيحة؟

غالبًا ما يجد الناس صعوبة في مناقشة أي شيء يخص العادة السرية خجلًا بسبب كونه موضعًا شائكًا، لذا سنوضح في هذا المقال حقيقة تأثير العادة السرية على الشعر والبشرة والجسم.

هل العادة السرية تسبب تساقط الشعر؟

لا يوجد دليل علمي يدعم ادعاء تأثير العادة السرية على الشعر، أو أن الاستمناء يسبب تساقط الشعر أو الصلع خصوصًا لدى الرجال.

يتأثر تساقط الشعر بشكل أساسي بعدة عوامل مثل الأسباب الوراثية والتغيرات الهرمونية والعمر والحالات الطبية وبعض الأدوية، لكن الاستمناء نشاط جنسي طبيعي وليس له علاقة سببية مباشرة بتساقط الشعر.

ما سبب انتشار فكرة تأثير العادة السرية على الشعر؟

يرجع سبب اعتقاد البعض بفكرة تأثير العادة السرية على الشعر وأنها تسبب الصلع إلى نظريتين وهما:

• إفراز بعض الهرمونات مثل DHT عند الاستمناء.
• فقدان نسبة من البروتين في السائل المنوي.

سنوضح كلًا منهما فيما يلي.

ما العلاقة بين هرمون DHT والعادة السرية؟

DHT أو (Dihydrotestosterone) هو هرمون يساهم في تطور الخصائص الجنسية لدى الذكور، ويعد هو السبب الرئيسي للصلع الذكوري.

يرتبط DHT بالمستقبلات في فروة الرأس ويتسبب في تقلص بصيلات الشعر بسبب حساسيتها تجاهه مما ينتج عنه تساقط الشعر والصلع.

نتيجة لذلك يعتقد البعض أن العادة السرية تسبب تساقط الشعر لأنه يزداد إفراز هرمون DHT عند الاستمناء.
لكن في الحقيقة، أظهرت العديد من الدراسات أن النشاط الجنسي أو العادة السرية ليس لهما أي تأثير على إنتاج هرمون DHT.

هل فقدان البروتين في السائل المنوي يؤثر على بروتين الشعر؟

يحتوي السائل المنوي على بروتين بكمية عالية، لكن الاستمناء أو ممارسة الجنس ليس لهما أي تأثير على كمية البروتين في الجسم المتاحة لبصيلات شعرك.

في المتوسط، يحتوي 100 مل من السائل المنوي على قرابة 5040 ملغ من البروتينات، وكمية السائل المنوي التي تُطلق أثناء القذف تقريبًا 3.7 مل. لذلك، فإن كمية البروتين التي تفقدها عند ممارسة العادة السرية غير مهمة مقارنة بنسب البروتين الأخرى في جسمك.

لذلك، لا توجد علاقة بين الاستمناء ونقص البروتين الذي يزعم البعض بسببه تأثير العادة السرية على الشعر.

هل العادة سرية تسبب حبوب الوجه؟

تحدث العديد من التغيرات الهرمونية أثناء سن البلوغ، وتتسبب هذه التغيرات في إنتاج الجسم المزيد من الزيوت، مما قد يساهم في تطور حب الشباب.

يبدأ الكثير من الناس أيضًا في ممارسة العادة السرية أثناء سن البلوغ، والتي لها أيضًا تأثير ضئيل على مستويات الهرمونات.

نظرًا لأن حب الشباب والاستمناء يميلان إلى الحدوث في نفس الوقت تقريبًا، فقد يفسر هذا الاعتقاد الخاطئ الشائع بأن الاستمناء يسبب حب الشباب، ومع ذلك، فهو اعتقاد غير صحيح على الإطلاق.

هل كثرة الاستمناء تسبب الضعف الجنسي؟

هناك اعتقاد شائع بأن كثرة الاستمناء يمكن أن يسبب ضعف الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسية، لكن هذا أيضًا اعتقاد خاطئ بجانب غيره من الاعتقادات الأخرى مثل تأثير العادة السرية على الشعر أو أن الاستمناء يسبب العمى.

معظم الأبحاث العلمية تظهر أن الاستمناء لا ينتج عنه أي تأثيرات ملحوظة على القدرة الجنسية أو الانتصاب، لكن بعض الأبحاث تخبر أنه يمكن أن يكون هنالك ربط بين ضعف الرغبة الجنسية ومشاهدة المواد الإباحية.

مشاهدة الإباحية ترفع سقف توقعات الشخص من العلاقة الحميمية مع شريك حياته، وعندما لا يصل إلى نفس النشوة -الكاذبة- التي يشعر بها أثناء مشاهدة الإباحية قد لا يصل إلى الإثارة المتوقعة، وهذا ما يجعله يرغب في ممارسة العادة السرية أكثر من العلاقة الحميمية، وهذا مؤشر خطير يحتاج إلى الوقوف عنده والتفكير مليًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستمناء قبل ممارسة العلاقة الجنسية بمدة بسيطة يسبب الفتور وهذا ما يجعلك غير قادرًا الاحتفاظ بأدائك الجنسي أو قدرة الانتصاب خلال العلاقة؛ لذا ينصح دائمًا بتجنب العادة السرية قبل ممارسة العلاقة الحميمة.

ما المدة الكافية للتعافي من تأثير الاستمناء قبل العلاقة الحميمية؟

يمكن أن تختلف فترة الفتور بعد القذف من شخص لآخر، بالنسبة لبعض الرجال يمكن أن تكون قصيرة لبضع دقائق فقط، وقد يحتاج الرجال الآخرون من 12 إلى 24 ساعة للتعافي تمامًا بعد وصولهم إلى النشوة الجنسية والقذف.

لهذا السبب، من المهم تجنب ممارسة العادة السرية إذا كنت ستقضي بعض الوقت مع شريكك في وقت لاحق من نفس اليوم.

هل العادة سرية تسبب ضعف الجسم؟

بسبب الفتور الذي يتبع القذف قد يشعر بعض الرجال بضعف عام في الجسم بعد ممارسة العادة السرية، لكنه سرعان ما يستعيد الجسم قدرته.

لكن بالطبع ممارسة العادة السرية أكثر من مرة في اليوم يكون له تأثير سلبي على الشخص ذهنيًا وبدنيًا، بالإضافة إلى أنه قد يسبب ترقق الجلد وتورم واحمرار الأعضاء الجنسية وذلك قد يستمر ويسبب بعض الألم لعدة أيام بعدها؛ لذا يُنصح دائمًا بتقليل الاستمناء قدر الإمكان.

ما فوائد العادة السرية؟

يقترح بعض الأطباء والمعالجين أن الاستمناء له العديد من فوائد الصحة البدنية والعقلية.

تشير بعض الدراسات إلى أن التحفيز الجنسي، بما في ذلك التحفيز من خلال الاستمناء، يمكن أن يساعد فيما يلي:

1. زيادة التركيز.
2. تحسين جودة النوم.
3. تحسين القدرة الجنسية.
4. تقليل التوتر وتحسين المزاج.
5. تخفيف تقلصات الدورة الشهرية.

اقترح الكثيرون أيضًا أنه يمكن أن يكون الاستمناء استراتيجية لتحسين الصحة الجنسية من خلال تعزيز العلاقة الحميمة، واستكشاف مناطق الإثارة وتحفيز المتعة الذاتية لمعرفة الاحتياجات الشخصية وكذلك احتياجات الطرف الآخر.

لكن بالرغم من ذلك يجب الاعتدال في ممارستها كي لا يتحول الأمر من تحفيز بسيط إلى إدمان الإباحية والاستمناء ينتج عنه عواقب نفسية وجسدية سيئة.

في النهاية يختلف تصور الناس عن العادة السرية وفقًا لمعتقدات كل شخص، فالبعض يرى أنها قد تكون مفيدة ولها تأثير جيد، والبعض الآخر يشعر بالذنب والعار منها، لكن بالرغم من ذلك فإن الادعاءات حولها مثل تأثير العادة السرية على الشعر وتسببها في ضعف الانتصاب ليست صحيحة.